سار يوسف بن وجيه، صاحب عمان، في البحر والبر إلى البصرة فحصرها، وكان سبب ذلك أن معز الدولة لما سلك البرية إلى البصرة، وأرسل القرامطة ينكرون عليه ذلك، فعلم يوسف بن وجيه استيحاشهم من معز الدولة، فكتب إليهم يطمعهم في البصرة، وطلب منهم أن يمدوه من ناحية البر، فأمدوه بجمع كثير منهم، وسار يوسف في البحر، فبلغ الخبر إلى الوزير الحسن المهلبي وقد فرغ من الأهواز والنظر فيها، فسار مجدا في العساكر إلى البصرة، فدخلها قبل وصول يوسف إليها، وشحنها بالرجال، وأمده معز الدولة بالعساكر وما يحتاج إليه، وتحارب هو وابن وجيه أياما، ثم انهزم ابن وجيه، وظفر المهلبي بمراكبه وما معه من سلاح وغيره.


هو المنصور بالله أبو الطاهر إسماعيل بن القائم أبي القاسم محمد بن عبيد الله المهدي، بويع يوم وفاة أبيه القائم، وكان بليغا فصيحا يرتجل الخطب.

كانت خلافته سبع سنين وستة عشر يوما، وكان سبب موته أنه مرض من البرد الشديد، فلازمه السهر حتى لا يستطيع النوم أبدا، فداواه أحد الأطباء بدواء منوم فمات منه، ولما مات ولي الأمر بعده ابنه معد، وهو المعز لدين الله، وأقام في تدبير الأمور إلى سابع ذي الحجة، فأذن للناس فدخلوا عليه، وجلس لهم، فسلموا عليه بالخلافة، وكان عمره أربعا وعشرين سنة.